الوســــــــــــــوســــــــــــــــــــة
قال الله تعالى ((( قل أعـــوذ برب النــاس ))) الى آخر الســـورة ,,, قال القاضي أبويعلى :
الوسواس يحتمل أن يكون كلاما خفيا يدركه القلب , ويمكن أن يكون هو الذي يقع
عند الفكرة , ويكون منه مــس وشـــكوك ودخول في أجــزاء الأنســان ,, خلافا لبعض
المتكلمين في أنكار لشـــكوك الشــيطان في أجســـام الأنس , وزعمــوا أنه لا
يجــوز وجود روحين في جســد واحد , ويدل عليه قوله تعالى ((( الذي يوســوس في صــدور النــاس ))) وقوله صلى
الله عليه وسلم : (( أن الشــيطان يجـري من ابن آدم مجرى الدم , وأني خشـــيت أن
يقذف في قلوبكــما شـــــيئا
)) ,,, وقال ابن عقيل : أن قيــل :
كيــف الوسوســة من أبليس وكيف وصوله الى القلب ؟؟ قيـــل : هـو كلام خفي
تميل اليــه النفوس والطباع , وقد قيــل
: يدخل في جســد بني آدم
لأنه جسد لطيف ويوســـوس , وهو أن يحــدث النفــس بالأفكار الرديئــة ,,,, وأخرج أبوبكر بن أبي داود في " ذم الوسوسة " عن
معاوية بن أبي طلحــة , قال : كان من دعاء النبي صلى الله عليه
وسلم : (( اللهم أعمر
قلبي من وساوس ذكرك واطرد عني وساوس الشـــــيطان )) ,, وأخرج ابن أبي داود , عن ابن عباس في
قوله ((( الوســواس الخنــاس ))) قال : مثــل الشيطان كمثل ابن عرس واضع فمه على
فم القلب فيوسوس اليه ,, فأذا ذكر الله تعالى خنــس , وأن ســـكت عاد اليه , فهو
الوسواس الخناس ..
وأخرج ســعيد بن منصور , وابن أبي
داود , عن عروة بن رويم : أن عيســى ابن مريم عليهما الســلام دعا
ربه أن يريه موضع الشــيطان من بني آدم , فجلى له , فأذا رأســه مثل رأس الحيــة واضــعا
رأســه على ثمــرة القلب , فأذا ذكر العبــد الله تعالى خنس " أي : غاب
وتوارى " يوســوس برأســــه ,,
واذا ترك الذكر منــاه وحدثــه , وأن ســـكت عاد اليـــه , فهــو الوســـواس
الخنــاس .. ,,, وأخرج ابن أبي الدنيا في ( مكائد الشيطان
) , وأبويعلى , والبيهقي في ( شعب الأيمان ) عن أنس , عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : (( أن الشــيطان
واضــع خطمه على قلب ابن آدم , فأذا ذكر الله خنس , وان نسى الله التقم قلبه ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق