اخلاق الرسول مع اعدائه
كان رسول الله (ص) حسن الخلق حتى مع أعدائه، وكم من المشركين والكفار أسلموا لما رأوه من عظيم خلقه (ص) .ففي حرب جاء رجل من المشركين حتى قام على رسول الله (ص) بالسيف، فقال: من يمنعك مني؟فقال: «الله»، فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله (ص) السيف وقال: «من يمنعك مني»؟فقال: كن خير آخذ.قال (ص) : «قل: أشهد أن لا إله إلا الله».فقال الأعرابي: لا أقاتلك ولا أكون معك ولا أكون مع قوم يقاتلونك.فخلّى (ص) سبيله.فجاء إلى قومه فقال: جئتكم من عند خير الناس(35).مع اليهوديةروى أنس: أن يهودية أتت النبي (ص) بشاة مسمومة ليأكل منها فيموت، فجيء بها إلى النبي (ص) فسألها عن ذلك؟فقالت: أردت لأقتلك. فقال: «ما كان الله يسلطك على ذاك».قالوا: ألا تقتلها.قال (ص) : «لا».تحمله (ص) للأذىوقد آذى المشركون رسول الله (ص) بشتى أنواع الأذية، فقابلهم (ص) بالعطف والحنان، فلم يدعُ عليهم بنزول العذاب، بل أخذ يستغفر لهم ويدعو لهم بالرحمة ويقول: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون»(36).فإن المشركين كانوا يحضّون سفهاءهم لإلقاء التراب على وجهه ورأسه (ص) . وإنهم كانوا يطرحون الفرث والدم والشوك على بابه وربما على رأسه (ص) .وإن أمية بن خلف تجاوز على النبي (ص) في وجهه، فاحمر وجه رسول الله (ص) ولم يقل شيئاً.وقد كثر تعديهم وإيذائهم لرسول الله (ص) حتى قال (ص) : «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت»(37).ولكنه (ص) عفا عن جميعهم وصفح، وقال لهم جميعاً حينما دخل مكة منتصراً: «اذهبوا فانتم الطلقاء»(38).وهل هناك في التاريخ قائد بهذه العظمة وبهذا الخلق السامي غير رسول الله (ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق