منـــع أبليـــس من أختراق الســــــــموات
يقول الأمام النووي في شرحه لصحيح
مســــلم باب ( تحريم الكهانة وأتيان الكهان ) قوله صلى الله عليه وسلم " فلا
تأتوا الكهان " قال القاضي رحمه الله تعالى : الكهانة في
العرب ثلاثة أضرب :
أحدها : يكون للأنسان
ولي من الجن يخبره بما يســترقه من الســمع من الســـماء ,, وهذا القســم بطل من حيث بعث الله نبينا صلى الله عليه
وســـــلم ... الثاني : أن يخبره بما
يطرأ أو يكون في أقطار الأرض
,, وما خفي عنه مما قرب أو
بعد ,, وهذا لا يبعد وجوده
... الثالث :
المنجمون ,, وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض
الناس قوة ما ,, لكن الكذب فيه أغلب ,
ومن هذا الفن العرافة , وصاحبها عراف وهو الذي يســتدل على
الأمور بأســباب ومقدمات يدعي معرفته بها , وقد يعتضد بعض أهل هذا الفن ببعض
بالزجر والطرق والنجوم , وأســباب معتادة ,
وهذه الأضرب كلها تســمى كهانة
,, وقد أكذبهم كلهم الشرع ,, ونهى عن تصديقهم وأتيانهم ,,, والله أعلم ....
وكان أبليس يخترق الســـموات
الســـبع ,, فلما ولد ســيدنا عيســى صلوات الله
وسلامه عليه حجب من ثلاث ســـموات
,,, ولما ولد نبينا صلى الله
عليه وسلم حجب من باقي الســــموات
,,, ولما بعث صلى الله عليه
وسلم وأرســله الله بشــيرا ونذيرا أحرســت الســموات من استراق الشــياطين السمع ,, وألقى به الكهان صونا لما جاء به عن التخليط الذي يذكره الكهان
وتتلقاه عن ألســنة الجان ,, وذلك بألقاء الشـــهب ( الشهب : أجرام
سماوية تسبح في الفضاء , فأذا دخلت في جو الأرض اشتعلت وصارت رمادا ومفردها شهاب )
على الجن فكانت لا تخطئهم وتحرقهم ولا تقتلهم ,, وقيل :
كانت تقتلهم في أسرع وقت
, ولا مانع أن يكونوا
قســـمين ....
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما
, قال : ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن , وما رآهم ,
انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين الى ســوق عكاظ ,
وقد حيــل بين الشــياطين وبين خبر الســـماء , وأرسلت عليهم الشــهب , فرجعت
الشياطين الى قومهم , فقالوا : ما لكم ؟ قالـوا : حيـل بيننا وبين خبر السماء ,
وأرسلت علينا الشــهب , قالوا : ما ذاك الا من شيء حدث , فاضربوا مشــارق الأرض
ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فانطلقوا يضربون مشــارق
الأرض ومغاربها فمــر النفر الذين أخذوا نحــو تهـامة وهو بنخــل عامدين الى ســوق
عكاظ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بأصحابه صــلاة الفجــر , فلما
ســمعوا القرآن اســتمعوا له وقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا
الى قومهم فقالوا : يا قومنا أنا ســمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشــد فآمــنا به
ولن نشــرك بربنا أحــدا , فأنزل الله عزوجل على نبيــه محمد صلى الله عليه
وسلم ((( قـل أوحي ألي أنه اســـــتمع نفــر من الجـــن فقالوا أنا
ســمعنا قرآنا عجبــا )))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق