أثبات وجود الجن
لا يخفى أن وجود الجن ليس من
المسـتحيل عقلا ,, وقد أجمع العلماء من عصر الصحابة والتابعين على ذلك خلافا لكثير
من الفلاسفة والقدرية وكافة الزنادقة حيث أنكروا وجودهم ... وفي كلام بعضهم
وكثير من القدرية يثبتون وجود الجن قديما ,, وينفون وجودهم الآن ... ولعل مرادهم بالقديم زمان الأنبياء ,,, وفي كلام
القاضي عبد الجبار من المعتزلة " المعتزلة : قوم ينكرون القدر , ويقولون أن كل أنسان خالق لفعله , أما الزنادقة
فجمع زنديق , وهم كل شاك أو ضال , أو ملحد , وأصل الزندقة القول بأزلية العالم
وأطلق على الزردشتية والمانوية وغيرهم من التنوية ثم توسع فيه فأطلق على كل شاك
زنديق ,, أما عبد الجبار
: فهو عبدالجبار بن أحمد بن عبدالجبار الهمذاني وكنيته أبوالحسين , قاض أصولي , من أكبر رءوس المعتزلة
, لقب بقاضي القضاة , وصنف كتبا كثيرة , منها : تنزيه القرآن عن المطاعن , وشرح
الأصول الخمسة , وهي أصول المعتزلة , والمغني في أبواب التوحيد والعدل , مات سنة
415 ه " قال عبد الجبار :
الدليل على أثبات وجود الجن السـمع دون العقل ,, لأنه لا طريق له لأثبات أجسـام
غائبة ... وفيه نظر لأن هذا يؤدي الى أنظار
الملائكة : الا أن يقال : الملائكة ليســت أجسـاما ... وفي كلام
بعضهم : ومعلوم بالأضطراري والضروري أنهم ( أي الجن ) أحياء عقلاء فاعلون بالأرادة
ليســوا بصفات وأعراض قائمة بالأنســان أو غيره كما زعمه بعض الملاحدة " انتهى "
وفي كون ذلك معلوما بالضرورة نظر
,, لأنه لو كان كذلك لما خالف في ذلك أحد من أهل العقول , الا أن يقال : عقول
اصلها بارئها ... وفي كلام أبي العباس بن تيمية لم يخالف
أحد من طوائف المســلمين في وجود الجن
" انتهى "
وهو يفيد ( أنه من أنكر وجودهم ليس من المسلمين ,
ويؤيده قول جمهور طوائف الكفار على وجودهم , وقد تواترت به أخبار الأنبياء تواترا
ظاهرا يعرفه العامة والخاصة
,,, لأنه يفيد أنه معلوم من
الدين بالضرورة ,, في كلام بعضهم لم ينكر وجود الجن الا شرذمة قليلة من جهلاء
الفلاسفة والأطباء . .
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق