السبت، 28 سبتمبر 2013

تطهير كرداسه

اقتحام وتطهير كرداسه


دقت ساعة الصفر التي طال انتظارها لاقتحام معقل الارهابيين والجهاديين ووعدت الاجهزة الامنية فاوفت بوعدها فاقتحمت "معقل الزمر" وعملت طوال امس علي تطهيرها من العناصر الارهابية ونجح الاقتحام الشرس الذي نفذته قوات مديرية امن الجيزة بمشاركة قوات العمليات الخاصة ومكافحة الارهاب والامن العام والامن المركزي في السيطرة علي الكابوس الارهابي في اقل من ساعة خسرت خلالها القوات مع اول لحظة في الاقتحام احد قيادات المهمة مساعد مدير امن الجيزة الذي استشهد جراء طلقة غادرة من الارهابيين الذين اعتلوا اسطح المنازل ومئاذن المساجد واستقبلوا القوات بوابل من الاعيرة النارية فاصيب اللواء واستشهد متاثرا باصابته كما نجحت مداهمة كرداسة في ضبط 60 متهما من المطلوب ضبطهم واحضارهم في سحل وقتل 14 ضابطا وفرد شرطة ومواطن عقب اقتحام الارهابيين لمركز كرداسة 14 اغسطس الماضي يوم فض اعتصام النهضة ورابعة العدوية  وبينهم متمهين رئيسيين في قتل الضباط والتمثيل بجثامينهم ومنهم جهادي خطير وسيدة شاركت في سحل نائب مامور مركز كرداسة فضلا عن عدد من المتهمين المشتبه فيهم .

ونجحت قوات الشرطة والجيش في ضبط كمية هائلة من الاسلحة الالية والقنابل اليدوية والبنادق الخرطوش التي قام المتهمين بتحضيرها لاستخدامها ضد القوات والتي تبين انها كانت بداخل كشك مجاور لمركز شرطة كرداسة والذي قام مجهولون بحرقه بعد ان شاهد الضباط بداخله مسروقات استولي عليها اثناء اقتحام المركز
"ساعة الصفر داخل مديرية امن الجيزة"
حالة استنفار امني قصوي واجتماعات سرية شهدتها مديرية امن الجيزة منذ الساعة الخامسة امس الاول الاربعاء اعقبها تاهب شديد وتسليح كامل لكافة قيادات وضباط مديرية امن الجيزة فضلا عن عدد من الضباط التي استعانت بهم المديرية من قطاعات امنية مختلفة رصدت "الدستور" التفاصيل الكاملة لليلة التحضير والتجهيز لتنفيذ الخطة الضخمة التي وضعتها مديرية امن الجيزة منذ ما يقرب من شهر لاقتحام كرداسة وضبط المتهمين بقتل الضباط والافراد في المركز
كانت الساعة تدق السابعة مساء عندما استقبلت مديرية امن الجيزة عدد من كبار قيادات وزارة الداخلية حيث حضر اللواء احمد حلمي مساعد وزير الداخلية لمصلحة الامن العام واللواء سيد شفيق مدير المباحث الجنائية بوزارة الداخلية وعدد اخر من القيادات وتوجهوا راسا الي مكتب اللواء كمال الدالي مساعد وزير الداخلية لامن الجيزة وبدأ الاجتماع مع قيادات مديرية امن الجيزة التي ضمت اللواء محمد الشرقاوي مدير الاجارة العامة للمباحث واللواء محمود فاروق نائب مدير الادارة العامة للمباحث واللواء مجدي عبد العال مدير المباحث الجنائية واللواء عبد الرؤوف الصيرفي حكمدار قطاع غرب والعميد محمود خليل رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة والعميد محمد عبد التواب مفتش مباحث قطاع وسط الجيزة فضلا عن عدد ضخم من ضباط الشرطة وتم خلال الاجتماع شرح خطوات الخطة التي سيتم اتباعها فور الوصول الي مشارف كرداسة والتي اعتمدت علي التصدي الحاسم والمسلح لكافة المسلحين الارهابيين بالقرية مع الحذر الشديد والاخذ في الاعتبار ازدحام المنطقة بالسكان والحرص علي حياة الابرياء استمر الاجتماع حتي الساعة العاشرة مساء وبدأ بعدها وضع اللمسات الاخيرة
" تحرك مدرعات القوات المسلحة وتوافد القوات علي كرداسة "
وبالفعل وجهت القيادات ببدء تحرك مدرعات وقوات امنية ضخمة ناحية كرداسة حيث خرجت تعزيزات أمنية وقوات من الأمن المركزى معسكرات مختلفة بقطاع الامن المركزي وقوات الامن علي الطريق الصحراوي والتي كانت مكلفة فور وصولها كرداسة بمحاصرة القرية حيث تم غلق مدخل ناهيا ومدخل صفط اللبن بالاشتراك مع مجموعات قتالية للتعامل مع أى مسلحين أو أحداث عنف يمكن أن تحدث وكانت التوجيهات الامنية ايضا بالتزام المدرعات حدود القرية من الخارج وعدم الدخول اليها قبل وصول الاشارة المتفق عليها مرت ساعات والقوات تتاهب وتتوافد علي مداخل كرداسة وتحاصرها من كافة الجوانب واتبعت القيادات حيلة حيث قامت بنشر القوات ثم سحبها بعد ان وصلت معلومات الي الارهابيين بكرداسة عن وصول القوات فكانت الخطة اللعب علي الجانب العصبي لهم واصابتهم بالتوتر بتقديم القوات وسحبها مرة اخري حتي حانت اللحظة الحاسمة
"اللحظة الفاصلة وقراءة الفاتحة علي ارواح الشهداء"
المشهد الاخير قبل بدء العملية يشهده مكتب مدير امن الجيزة عندما اجتمع بقادة العملية والضباط الذين سيشاركون بها قائلا "يا رجالة المهمة مش سهلة واحنا خارجين ارواحنا علي كفوفنا ودم زمايلنا في رقبتنا هنرجع حقهم ونقضي علي الارهابيين خلوا بالكوا المتهمين عددهم كبير وضبطهم مش سهل ومعاهم سلاح وار بي جي ومعتادي اجرام المهم كل واحد يؤدي واجبه علي اكمل وجه ونرجع حق الشهداء من الضباط والمواطنين الذين تم انتهاك حرمة اجسادهم والتمثيل بها .. اخيرا الفاتحة علي ارواح الشهداء وربنا يوفقنا جميعا "
"بدء الاقتحام مع دقات السادسة صباحا"
مع اول خيوط للنهار وبحلول الساعة السادسة صباح الخميس قالت القيادات لضباطهم "بسم الله توكلنا علي الله والله اكبر " وبدات مجنزرات وكاسحات الجيش في الاقتحام وانتشرت المدرعات بمداخل القرية ونزل منها الضباط وبدأوا في التجول داخل القرية فاستقبلهم المتهمون بوابل من الاعيرة النارية من اعلي اسطح المنازل ومئاذن المساجد واسطح المدارس الخاصة المملوكة لجماعة الاخوان بالقرية فبادلهم الضباط اطلاق النيران وفي لحظات معدودة ومع اول اقتحام سقط اللواء نبيل فراج مساعد وزير الداخلية لامن الجيزة مصابا بطلق ناري بالجانب الايمن حيث اخترقت الرصاصة القلب فاسقطته ارضا وهرع الافراد ناحيته وتم حمله وايداعه سيارة مدرعة ونقله الي مستشفي الهرم ومنها الي مستشفي الشرطة بالعجوزة لتعلن بعدها بدقائق وزارة الداخلية استشهاده متاثرا باصابته وهو ما اثار حماسة الضباط والافراد وزاد من اصرارهم علي استرداد حق الشهداء الذين زادوا واحدا قبل دقائق وتبادلت قوات الشرطة الرصاص مع المتهمين فيما رصدت قوات العمليات الخاصة وقوات مكافحة الارهاب اسطح العقارات والمدارس التي يطلق الارهبيون منها الرصاص فقاموا بالصعود اليها واحكام السيطرة علي عدد منهم وضبطهم
"الاقتحام بدأ بتحذيرات بمكبرات صوت"
قالت مصادر ان اقتحام كرداسة تم بعد اللجوء الي كافة الطرق التحذيرية علي غرار فض اعتصام النهضة ورابعة العدوية حيث لجات قوات الامن الي مكبرات الصوت لاطلاق التحذيرات للاهالي والمواطنين بعدم الخروج من منازلهم كما تقدمت بتحذير للمتهمين بتسليم انفسهم دون اراقة للدماء او اللجوء الي العنف لاقتراب الموعد المحدد لتمشيط المنطقة والبحث عن العناصر المطلوبة في القضية المعروفة بمذبحة كرداسة .
"3 محاور رئيسية استندت عليها خطة الاقتحام"
ونفذت القوات خطة الاقتحام التي استندت علي 3 محاور رئيسية حيث قامت قوات من رجال العمليات الخاصة والأمن المركزي ورجال المباحث والأمن العام والوطني باقتحام المدينة من‏3‏ محاور رئيسية‏ المحور الأول من ناحية مدينة أبو رواش من طريق مصر ـ اسكندرية الصحراوي والثاني من ناحية الشارع السياحي من ترعة المريوطية‏,‏ والمحور الثالث من جهة كفر حكيم وذلك لمحاولة أجهزة الأمن السيطرة علي المتهمين المطلوب ضبطهم ولتضييق الخناق عليهم لمنع هروبهم‏واعتمدت العملية علي شقين رئيسيين حيث تولت قوات الجيش الشق الاول من العملية وهو تامين المنطقة الجبلية والطريق الصحراوي منعا لمحاولة هروب المتهمين فيما تولت القوات الخاصة ومكافحة الارهاب وقوات الامن الشق الثاني من العملية وهو التعامل المباشر وجها لوجه مع المسلحين .
"ضبط 60 متهما بينهم جهادي وسيدة مثلت بجثث الضباط وقاتل المامور"
وبعد ما يقرب من 3 ساعات من اطلاق النيران المتواصل والمواجهات العنيفة نجحت القوات فى القاء القبض على ما يقرب  من 60 المتهمين المطلوبين والمشتبه بهم من ثلاثة من المتهمين الرئيسيين فى واقعة ارتكاب مذبحة قسم شرطة كرداسة، وهم كل من أحمد عويس وعلى عبدالمنجى وشهرته (على كبدة) والذي تبين ان عربة الكبدة التي يعمل عليها متمركزة امام قسم كرداسة وان الضباط قدموها له كنوع من ترك العمل الاجرامي والحصول علي رزق حلال كما تبين انه من ضمن المتهمين المشرفين علي عملية قتل الضباط والتمثيل باجسادهم ويوسف عبدالرحمن الجندى كما تم ضبط شخص يدعي محمد غازي والذي يعد من المتهمين الرئيسيين المطلوب ضبطهم واحضارهم وهو من المنتمين الي الجهاديين الخطرين فضلا عن سيدة تدعي سمية شنن من المشاركات في التمثيل بجثث الضباط .
واثناء اجراء عملية التمشيط التي قام بها ضباط العمليات الخاصة بالاشتراك مع ضباط مديرية امن الجيزة ومنهم الرواد محمد ابراهيم ومحمد فرج رئيس مباحث بولاق الدكرور وعمرو فاروق وعاصم نبيل رئيس مباحث اوسيم واخرين تم العثور علي كمية ضخمة من الاسلحة الالية والذخيرة والقنابل داخل كشك مقابل لقسم كرداسة الذي تواجد به ايضا كراسي ومكاتب مستولي عليها من القسم واثناء محاولة الضباط استخراج الاسلحة من القسم وتحريزها اشتعلت فيه النيران وتبين ان مالك الكشك كان من المسجلين خطر ايضا وان القسم وضع له الكشك للتكسب منه الا انه كان من ضمن المتهمين الرئيسيين في قتل وسحل الضباط
"متهم : مش ندمان وهحرق القسم تاني"
ألقت قوات الأمن القبض علي ملتحي ينتمي الي أحد الجماعات الإرهابية من أحد المتهمين بحرق قسم كرداسة وأثناء صعوده لسيارة الترحيلات بعد القبض عليه قال "أنا مش ندمان علي اللي عملته ولو رجع بيا الزمن تاني هعمل اللي عملته وأحرق القسم تاني" وكان من بين المتهمين ايضا علاء بهلول المتهم بقتل معاون مباحث كرداسة وسيد أحمد برعي المخطط الرئيسي لمحاولة اقتحام قسم كرداسة والدكتور أحمد غزلان وتم احتجاز المتهمين، وترحيلهم من قبل أجهزة الأمن داخل سيارات ترحيل السجناء لحين ايداعهم محبسهم بمكان سري .
"اصابة 5 ضباط و4 مجندين القي عليهم ارهابي قنبلة "
وتبين انه اثناء عمليات التمشيط ايضا أنه أثناء القاء القبض على أحد المتهمين قام بالقاء قنبلة يدوية على القوات قبل أن يهرب مما أسفر عن اصابة 5 ضباط و4 مجندين وتم ضبط متهم آخر كان برفقته وبحوزته 6 قنابل يدوية وسلاحين آليين وتبين إن الخسائر حتى الآن لم تتجاوز نسبة الـ 2% في حين أن المسموح به في المعدلات الدولية نسبة خسائر لا تتجاوز الـ 10% ومن جانبها قامت قوات الشرطة بملاحقة بعض الجناة الذين تمكنوا من الاختباء في القرى المجاورة لـ"كرداسة" و في حظائر المواشي بها و سيتم إحكام السيطرة عليهم واحد تلو الآخر خلال الفترة المحددة لفض المنطقة من بؤر الإرهاب والتي لن تتجاوز الـ 24 ساعة القادمة
"الارهابيون اختفوا عقب شراسة اقتحام الجيش والشرطة"
قال مصدر أمني، إن هدوء الأوضاع في مدينة كرداسة يأتي بسبب اقتحام مدرعات الشرطة والجيش بكثافة للمنطقة وهو ما أوقف إطلاق النيران من جانب المطلوبين والارهابيين المحتمين بالمنازل والمساجد والمدارس بالاضافة إلى فرار البعض من "المسلحين والإرهابيين" إلى مناطق محيطة بكرداسة وأكد المصدر أنه تم مطاردة الفارين إلى باقي المناطق الأخرى مع مسح كامل لكرداسة وتفتيش جميع المنازل التي تم تحديد المطلوبين فيها بالإضافة إلى المنازل الأخرى تحسبًا لاختباء بعض المطلوبين فيها وتوقع أن يتم إنهاء العمليات بعد تصفية جميع الجيوب التى يختبئ فيها مسلحون وتمشيط جميع المناطق التى يمكن الاختباء فيها أو الفرار من خلالها.
"ابطال مفعول 11 قنبلة وضبط 14 بندقية الي و3 ار بي جي"
ورافق القوات اثناء عملية الاقتحام خبراء من ادارة المفرقعات تحسبا لاستخدام المتهمين القنابل اليدوية لخطروتهم الاجرامية حيث نجحت المفرقعات في إبطال مفعول 11 قنبلة كانت معدة للتفجير كما تم ضبط 14 بندقية آلية و 3 أربي جى بحوزة عدد من المسلحين والتحفظ عليهم داخل المدرعات وشارك في العملية أكثر من 40 تشكيلًا أمنيًا ومجموعات قتالية من الجيش والشرطة مدعومة بالآليات العسكرية والسيارات المدرعة وسيارات فض الشغب
"النيابة تبدا التحقيق مع المتهمين في اماكن سرية"
بدات نيابة شمال الجيزة باشراف المستشار محمد عبد القادر حمزة المحامي العام الاول لنيابات شمال الجيزة والمستشار محمد اباظة رئيس نيابة شمال الجيزة الكلية التحقيق مع المتهمين في المجزرة في مكان غير معروف لدواعي امنية وسوف تواجه النيابة المتهمين بتحريات الامن الوطني والعام ومباحث الجيزة واقوال اسر الضحايا والفيديوهات التي ظهر فيها المتهمين اثناء تنفيذهم المجزرة  وياجه المتهمين اتهامات التحريض علي العنف والقتل العمد والشروع في القتل وسرقة اسلحة ميري والتعدي علي منشات حكومية ومهاجمة اقسام شرطة والانضمام للجماعة ارهابية لمقاومة السلطات والاهالي  .
"الطب الشرعي : رصاصة اخترقت عضد الشهيد والرئة ثم القلب واستقرت بالصدر"
وانتقل المستشار محمد اباظة رئيس نيابة شمال الجيزة الكلية الي مستشفي الشرطة بالعجوزة لمناظرة جثة اللواء نبيل فراج مساعد مدير امن الجيزة الذي استشهد في الاقتحام وتبين من المناظرة اصابة اللواء الشهيد بطلق ناري 9 مم تم اطلاقه من طبنجة من علي مسافة قريبة فاصيب الشهيد بالعضد الايمن خرج من الجهة اليسري ثم اخترق يمين الصدر فاخترق الرئة اليمني البطين الايمن والايسر للقلب ثم اخترقهم للمرة الثالثة واستقر في جدار الصدر وذلك طبقا لما ورد بالتقرير المبدئي للطب الشرعي كما شكلت النيابة العامة فريقا تراسه المستشار احمد رفعت رئيس نيابة العجوزة والمستشار تامر الحديدي رئيس نيابة كرداسة لسماع اقوال المجندين المصابين في الاحداث الذي حدثت اصابتهم جراء القاء احد المتهمين قنبلة يدوية عليهم اثناء اقتحام منزله .
"الاهالي يهنئون الجيش والشرطة ويخرجون لعملهم في حمايتهم"
انتاب اهالي منطقتي كرداسة وناهيا والمناطق المحيطة بهم حالة من الفح العارم نتيجة نجاح القوات المسلحة والشرطة في القضاء علي جزء كبير من التواجد الارهابي الذي اشتهرت به كرداسة واصاب الاهالي بحالة من الضيق والرعب الدائمين حيث قام الاهالي بمساندة القوات اثناء الاقتحام حيث ارشد بعضهم عن الاسطح التي يعتليها الارهابيون لقنص الضباط فيما خرج بعضهم الي العمل في حماية قوات الجيش والشرطة ولزم البعض الاخر منازلهم تطبيقا لقرار حظر التجوال اثناء العملية والذس صرحت مصادر بانتهائه فور احكام السيطرة علي كرداسة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيفية صلاة النبي

كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي فرض الصلاة على عباده وأمرهم بإقامتها وحسن أدائها وعلق النجاح والفلاح بالخشوع ...