لا أحمد الا الله
روي أن الحجاج بن يوسف الثقفي أُوتي بقوم ممن خرجوا عليه ، فأمر بهم فضربت أعناقهم وأقيمت صلاة المغرب وقد بقي من القوم واحد ، فقال الحجاج لقتيبة
بن مسلم : انصرف به معك حتى تغدو به عليّ . فانصرف قتيبة ومعه الأسير ، فلما كانا ببعض الطريق ، قال الأسير لقتيبة : هل لك في خير ؟ قال :
وما ذاك ؟ قال : إني والله ما خرجت على المسلمين ، ولا استحللت قتالهم، ولكن ابتليت بما ترى ، وعندي ودائع وأموال ، فهل لك أن تخلي سبيلي حتى آتي أهلي ، وأرد على كل ذي حق حقه ، وأوصي ، ولك علي أن أرجع حتى
أضع يدي في يدك ؟ فتعجب منه قتيبة وتضاحك لقوله ، فأعاد الاسير مقالته ، فلم يتمالك قتيبة نفسه إلا أن قال له : أذهب ، فلما توارى الرجل أسقط في يد قتيبة وخاف نقمة الحجاج إن هو سأله عن أسيره الذي دفعه إليه ، فبات قتيبة بأطول ليلة ، فلما كان الصباح إذا بطارق يطرق منزل قتيبة ، ففتح فإذا هو الأسير ، فقال له قتيبة : أرجعت ؟ قال : سبحان الله
! جعلت لك عهد الله عليّ أفاخونك ولا أرجع ، فقال قتيبة : أما والله إن استطعت لأننفعنك ، وأنطلق به إلى الحجاج وقص عليه القصة ، فتعجب الحجاج من صدقه وأمانته ، فعفا عنه ووهبه لقتيبة ، فلما خرج به رفع الأسير
يده إلى السماء وقال : لك الحمد يا رب ، وما كلم قتيبة بكلمة ولا شكره ،
وانصرف فلما كان بعد ثلاثة أيام جاء وقال لقتيبة : جزاك الله خيراً ،
أما والله ما ذهب عني ما صنعت ، ولكن كرهت أن أشرك مع حمد الله حمد أحد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق