الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

الغناء فى الاسلام



                 حكم الغناء فى الاسلام


قال اللَّه تعالى : ] وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [ [ لقمان : 6 ، 7 ] .
 
جاء في كتاب (( إغاثة اللهفان ))([1]) لابن القيم رحمه اللَّه ما مختصره :
قال ابن القيم رحمه اللَّه : ومن مكايد عدو اللَّه ( إبليس ) ومصايده ، التي كاد بها من قل نصيـبه من العلم والعقل والدين ، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين : سماع المكاء والتصدية([2]) والغناء بالآلات المحرمة ، الذي يصدُّ القلوب عن القرآن ، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان . فهو قرآن الشيطان ، والحجاب الكثيف عن الرحمن ، وهو رقية اللواط والزنى ، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى ، كاد به الشيطان النفوس المبطلة ، وحسنه لها مكرًا منه وغرورًا ، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجورًا .
 
قال الإمام أبو بكر الطرطوشي في خطبة كتابه ، في تحريم السماع : الحمد لله رب العالمين ...
 
1- أما مالك : فإنه نهى عن الغناء ، عن استماعه ، وقال : إذا اشترى جارية فوجدها مغنية ! كان لها أن يردها بالعيـب .
وسئل مالك رحمه اللَّه عمَّا يرخص فيه أهل المدينة من الغناء ؟ فقال : إنما يفعله عندنا الفساق .
 
2- قال : وأما أبو حنيفة : فإنه يكره الغناء ، ويجعله من الذنوب .
وكذلك مذهب أهل الكوفة : سفيان ، وحماد ، وإبراهيم ، والشعبـي وغيرهم لا اختلاف بـينهم في ذلك ، ولا نعلم خلافًا أيضًا بـين أهل البصرة في المنع منه .
قلت : مذهب أبـي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب ، وقوله فيه أغلظ الأقوال ، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها ، كالمزمار ، والدف ، حتى الضرب بالقضيـب وصرحوا بأنه معصية ، يوجب الفسق ، وترد به الشهادة ، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا : إن السماع فسق ، والتلذذ به كفر ، هذا لفظهم ورووا حديثًا لا يصح رفعه .
قالوا : ويجب عليه أن يجتهد في ألا يسمعه إذا مر به ، أو كان في جواره .
وقال أبو يوسف : في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي : أدخل عليهم بغير إذنهم ، لأن النهي عن المنكر فرض ، فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض .
قالوا : ويتقدم إليه الإمام إذا سمع ذلك من داره ، فإن أصرَّ حبسه أو ضربه سياطًا ، وإن شاء أزعجه عن داره([3]) .
 
3- وأما الشافعي : فقال في كتاب (( أدب القضاء )) : إن الغناء لهو مكروه ، يشبه الباطل والمحال ، ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته .
وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه ، وأنكروا على من نسب إليه حله ، كالقاضي أبـي الطيـب الطبري ، والشيخ أبـي إسحاق والصباغ .
قال الشيخ أبو إسحاق في (( التنبيه )) : ولا تصح - يعني الإجارة([4]) - على منفعة محرمة ، كالغناء والزَّمر ، وحمل الخمر ، ولم يذكر فيه خلافًا .
وقال في (( المهذب )) : ولا يجوز على المنافع المحرمة ، لأنه محرم ، فلا يجوز أخذ العوض عنه كالميتة والدم .
فقد تضمن كلام الشيخ أمورًا :
أحدها : أن منفعة الغناء بمجرده محرمة .
الثاني : أن الاستئجار عليها باطل .
الثالث : أن أكل المال به أكل مال بالباطل ، بمنزلة أكله عوضًا عن الميتة والدم .
الرابع : ألا يجوز للرجل بذل ماله للمغني ، ويحرم عليه ذلك ، فإنه بذل مال في مقابلة محرم ، وإن بذله في ذلك كبذله في مقابلة الدم والميتة .
الخامس : أن الزَّمر حرام ، وإذا كان الزمر - الذي هو أخف آلات اللهو - حرامًا فكيف بما هو أشد منه ؟ كالعود ، والطنبور ، واليراع . ولا ينبغي لمن شم رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ذلك ، فأقل ما فيه : أنه شعار الفساق وشاربـي الخمور .
وكذلك قال أبو زكريا النووي في روضته :
القسم الثاني : أن يغني بـبعض آلات الغناء ، بما هو من شعار شاربـي الخمر ، وهو مطرب كالطنبور([5])  والعود ، والصنج([6]) وسائر المعازف ، والأوتار . يحرم استعماله واستماعه . قال : وفي اليراع وجهان : صحح البغوي التحريم .
ثم ذكر عن الغزالي الجواز ، قال : والصحيح تحريم اليراع وهو الشَّبَّابة .
وقد صنف أبو القاسم الدولعي كتابًا في تحريم اليراع .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيفية صلاة النبي

كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي فرض الصلاة على عباده وأمرهم بإقامتها وحسن أدائها وعلق النجاح والفلاح بالخشوع ...