الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

حكم عمل المراة

                           حكم عمل المراة


 قال اللَّه تعالى : ] وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [ [ الأحزاب : 33 ] . قال ابن كثير رحمه اللَّه في تفسير هذه الآية : أي : الزمن بـيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة ، ومن الحوائج الشرعية : الصلاة في المسجد بشرطه كما قال رسول اللَّه  (صلي الله عليه وسلم) : (( لا تمنعوا إماء اللَّه مساجد اللَّه وليخرجن وهن تفلات ))([1]) ( غير متطيـبات ) وفي رواية : (( وبـيوتهن خير لهن )) ، وروى الحافظ البزار عن أنس رضي اللَّه عنه قال : جئن النساء إلى رسول اللَّه (صلي الله عليه وسلم)  وقلن : يا رسول اللَّه ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبـيل اللَّه تعالى ، فما لنا من عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبـيل اللَّه تعالى ؟ فقال رسول اللَّه (صلي الله عليه وسلم)  : (( من قعدت - أو كلمة نحوها - منكن في بـيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبـيل اللَّه تعالى ))([2]) ، وعن النبـي(صلي الله عليه وسلم) قال : (( إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بـيتها )) أخرجه الحافظ البزار والترمذي .
 وفي الحديث : (( صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بـيتها ، وصلاتها في بـيتها أفضل من صلاتها في حجرتها ))([3]) . وقوله تعالى : ] وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [ .
قال مجاهد : كانت المرأة تخرج تمشي بـين يدي الرجال فذلك تبرج الجاهلية الأولى . وقال قتادة : كانت لهن مشية وتَكَسُّر وتغنج فنهى اللَّه سبحانه وتعالى عن ذلك .
 وقال مقاتل : التبرج أنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ويـبدو ذلك كله منها وذلك التبرج ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج([4]) . انتهى . 
 
اللَّه أكبر ، إن جلوس المرأة المؤمنة بـين جدران بـيتها لا يقل عند اللَّه تعالى عن الجلوس بـين جدران بـيت اللَّه الحرام ، وإن سعيها في مخدعها ومطبخها لا يقل عند اللَّه تعالى عن السعي بـين الصفا والمروة . وإن جلوس المرأة المؤمنة في بـيتها بمثابة عدّاد يعد الحسنات ، فإذا خرجت من بـيتها ، توقف هذا العداد ، اللهم إلا إذا كان خروجها لحاجة يقرها الشرع الحنيف . أما إذا خرجت لغير حاجة فإنه قد يعقب توقف عداد الحسنات دوران عداد السيئات .
 
إن المرأة المؤمنة التي تَقَرُّ في بيتها تثاب من ناحيتين : من ناحية امتثالها لأمر اللَّه تعالى بالقرار في البـيت ، ومن ناحية عدم إيذائها للمسلمين . سبحان اللَّه ! وكأن اللَّه تعالى يسأل ملائكته عن إمائه المؤمنات - وهو أعلم بهن - يا ملائكتي ، كيف وجدتم إمائي ؟ وكأنهم يقولون : يا رب أتيناهن وهن في البـيوت وتركناهن وهن في البـيوت .
 
 
أمان المرأة :
قد تقول امرأة : إنني أريد أن أؤمن مستقبلي ويكون لدي مصروف مستقل ؟
سبحان اللَّه ! إن أمان المرأة في أن ينفق عليها زوجها ، ويزول هذا الأمان بإنفاق المرأة على نفسها ، في غير الحالات التي تبـيح للمرأة العمل خارج بـيتها ، والتي يأتي الكلام عنها إن شاء اللَّه تعالى .
فالمرأة المؤمنة تجد العزة في الذلة لزوجها في طاعة اللَّه ، وتجد الغنى في إنفاق زوجها عليها ، ولو كان لا يملك إلا دقل التمر ، وتجد الهواء الطلق في نفس أولادها ، ورائحة طبـيخها . ولا تعجب من ذلك فإن خلوف فم الصائم أطيـب عند اللَّه تعالى من رائحة المسك .. احترسي أيتها الأخت المؤمنة ، فإن الشيطان قد يزخرف لك قائلاً : إذا طلقت ، فأين لك بالمال ؟ وهنا أجيـب عليك بسؤال ، وهو : هل عندك الآن في البـيت صيدلية فيها كل الأدوية التي تصلح لعلاج كل الأمراض ، أم أنه عندما يأتيك المرض تحضرين الدواء ؟ إذن لماذا تبحثين عن هذا الأمر قبل وقوعه ؟ وإذا أثارت المرأة هذا السؤال فإنها بذلك تكون أساءت الظن بربها . وفي (( الصحيحين )) عن رب العزة جل شأنه : (( أنا عند ظن عبدي بـي )) فمن ظن بربه ظنًّا حسنًا وجد اللَّه تعالى عند حسن ظنه به ، ومن ظن غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه .
 
 
القوامــة :
قال اللَّه تعالى : ] الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ [ [ النساء : 34 ] . قال ابن كثير([5]) رحمه اللَّه تعالى في تفسير هذه الآية : يقول تعالى : ] الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء [ أي : الرجل قيم على المرأة ، أي : هو رئيسها وكبـيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت ] بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [ أي : لأن الرجال أفضل من النساء ، والرجل خير من المرأة ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال ، وكذلك الملك الأعظم لقوله (صلي الله عليه وسلم)  : (( لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة )) رواه البخاري ، وكذا منصب القضاء وغير ذلك ] وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ [ أي : من المهور والنفقات والكلف التي أوجبها اللَّه عليهم لهن في كتابه وسنة نبـيه (صلي الله عليه وسلم)  ، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه ، وله الفضل عليها والإفضال ، فناسب أن يكون قيّمًا عليها كما قال تعالى : ] وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [ ، وقال ابن عباس : ] الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء [ يعني : أمراء عليهن ، أي : تطيعه فيما أمرها اللَّه به من طاعته ، وطاعته أن تكون محسنة لأهله حافظة لماله . انتهى من ابن كثير .
 
وفي (( صفوة التفاسير )) : ورد النظم الكريم ] بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [ ولو قال : بتفضيلهم عليهن ، لكان أخصر وأوجز ، ولكن التعبـير ورد بتلك الصيغة لحكمة جليلة وهي إفادة أن المرأة من الرجل بمنزلة عضو من جسم الإنسان وكذلك العكس ، فالرجل بمنزلة الرأس ، والمرأة بمنزلة البدن ، ولا ينبغي أن يتكبر عضو على عضو ، فالأذن لا تغني عن العين ، واليد لا تغني عن القدم ، ولا عار على الشخص أن يكون قلبه أفضل من معدته ورأسه أشرف من يده ، فالكل يؤدي دوره بانتظام ، ولا غنى لواحد عن الآخر ، وهذا هو سر التعبـير بقوله : ] بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [ فظهر أن الآية في نهاية الإيجاز والإعجاز([6]) . انتهى من (( صفوة التفاسير )) . 
 
 
لا تكلف المرأة بشيء من الإنفاق :
وجاء في كتاب (( المرأة المسلمة )) للشيخ وهبي غاوجي : ولا تكلف المرأة بشيء من الإنفاق ، أمًّا كانت أو أختًا ، بنتًا كانت أو زوجة ، قادرة على العمل أو عاجزة عنه ، غنية كانت الزوجة أو فقيرة ، كان زوجها قادرًا على العمل أو عاجزًا عنه ، غنيًا كان أو فقيرًا ، بل ذكر الفقهاء أن الزوج غير القادر على العمل أو غير الواجد له وهو فقير يكلف بالسؤال لينفق على زوجته ، ولا يكلف بذلك من أجل أمه ، فإن الزوجة زوجته فقط والأم أمٌّ له ولأخوته ، أما الأم والأخت إن كانتا غنيتين فتنفقان على أنفسهما من مالهما ، وإذا افتقرتا كان على الولد والأخ الإنفاق عليهما ولا تكلفان بالعمل مع قدرتهما عليه([7]) . انتهى من كتاب (( المرأة المسلمة )) .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيفية صلاة النبي

كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي فرض الصلاة على عباده وأمرهم بإقامتها وحسن أدائها وعلق النجاح والفلاح بالخشوع ...